اليوم.. المواجهة الحدث بين ترامب وهاريس
حالة من الترقّب تخيّم على أجواء الولايات المتحدة الأمريكية في انتظار بدء مناظرة قد تكون حاسمة بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس مساء اليوم الثلاثاء 10 سبتمبر 2024 قبل أقل من شهرين من التوجّه إلى صناديق الاقتراع.
وفيما تدعو المرشحة الديمقراطية إلى طي صفحة سياسات العقد الماضي وما فيها من انقسامات وعداء اجتماعي، سيواجهها رجل الأعمال الثري الذي اشتهر بأسلوبه التهكّمي وهجماته الشخصية.
واتبع كل من ترمب وهاريس نهجين مختلفين بشكل كبير في التحضير للمناظرة، فأمضت نائبة الرئيس معظم الأيام الأربعة الماضية في أحد الفنادق فيما أسماه البعض "معسكر مناظرة" تضمن محاكاة تصميم الاستوديو وبديلاً مخضرماً لترمب لإطلاق هجمات قاسية وتعليقات مسيئة، بالإضافة إلى وضع هاريس في ساعات من الأسئلة المدروسة.
وعلى مسافة نحو 330 ميلاً شرقاً، أمضى ترمب معظم عطلة نهاية الأسبوع بناديه للغولف واختار عقد جلسات سياسة مع معاونيه وحلفاء بدلاً من الجولات التدريبية التقليدية، علماً بأنه شارك في حفنة من الجلسات لعرض سجل هاريس السياسي من حملتها الرئاسية لعام 2020، وتدرب على كيفية الرد على وابل متوقع من الهجمات على شخصيته.
وسيكون هذا أول لقاء بين نائبة الرئيس جو بايدن التي دخلت السباق متأخرة والرئيس الجمهوري السابق الذي يمتلك خبرة في هذا النوع من المواجهات إذ ستكون هذه مناظرته التلفزيونية السابعة.
وستجرى المناظرة في مركز الدستور الوطني في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، في حدود الساعة التاسعة مساء (الواحدة صباحا بتوقيت غرينتش) وتستمر لمدة 90 دقيقة، وستبثّ مباشرة على قناة "NBC News"، وسيديرها مقدّما البرامج ديفيد موير ولينسي ديفيس.3
ويسعى ترامب إلى كسب ودّ عشرات الملايين من الأميركيين والعودة إلى البيت الأبيض، مقابل المهمة الضخمة التي تواجه هاريس في محاولتها الفوز، وستشكل المناظرة تحدياً خاصاً لها إذ سيتعين عليها أن تقرر إلى أي مدى ستحتضن، أو تنأى بنفسها عن بايدن وسياساته في وقت تظهر فيه استطلاعات الرأي أن كثيراً من الأميركيين توّاقون للتغيير.
نقاط قوة وضعف هاريس
يبدو أن الاقتصاد هو أحد أكثر مكامن الضعف لهاريس، حيث أظهر استطلاع رأي نشر مؤخرا أن ترامب يتمتع بميزة 13 نقطة مئوية بالنسبة إلى الاقتصاد، الذي يعد القضية التي يستشهد بأنها الأكثر أهمية للناخبين.
وأشار مستشارو هاريس إلى أنها قدمت بالفعل بعض السياسات التي يأملون في أن تجعلها جذابة للناخبين ولأعضاء مجتمع الأعمال، وتشكل تناقضاً دقيقاً مع بايدن، لكنهم يؤكدون أيضاً أن التناقض الذي تهتم هاريس بإحداثه هو مع ترامب، وهي تستخدم ماضيها كمدعية عامة لمواجهة الرئيس السابق.
وكانت هاريس قد صرحت أنها ستزيد الضريبة على مكاسب رأس المال بمعدل أقل بكثير مما اقترحه بايدن، وقوبلت هذه الدعوة بتوقيع العشرات من قادة الأعمال على بيان داعم لها.
كما اقترحت إعانة قدرها 25 ألف دولار لمساعدة مشتري البيوت للمرة الأولى على اقتحام سوق الإسكان، وكان بايدن أول من اقترح هذه الميزة، لكن هاريس تبنتها وجعلتها سمة رئيسية لخطتها لمكافحة ارتفاع تكاليف الإسكان وجذب الناخبين الشباب الذين يشعرون بأنهم محرومون من السوق.
نقاط قوة وضعف ترامب
يرى محللون أن محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترامب مؤخرا ستكون نقطة قوة في الرهان، إلى جانب وعوده بإنقاذ الاقتصاد الأمريكي والتعامل مع ملف الهجرة الذي يعتبر أيضا معركة من نوع خاص مع هاريس ذات الأصول المتنوعة.
ويحاول ترامب دائما اتهام هاريس دائما بأنها تتتبع سياسة بايدن وأنها دون برنامج خاصّ بها، موجها الكثير من الانتقادات لقرارات بايدن التي عمقت مشاكل الاقتصاد ورفعت في معدلات البطالة وفق تقديره.
ولا يخفى أيضا أن شخصية ترامب المثيرة للجدل جعلته يحظى بإعجاب عدد كبير من الأمريكيين وتأييدهم خاصة منهم كبار رجال الأعمال الذين يغدقون عليه الأموال في حملة التبرعات التي تسانده.
وباقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يتزايد الترقب حول من سيصل إلى البيت الأبيض.. هل سيكون الرئيس السابق دونالد ترامب (78 سنة) المعروف بأسلوبه المثير للجدل أم نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس (59 سنة) لتكون أول امرأة ترأس الولايات المتحدة ؟
*مواقع اخبارية